هل شعرتَ يومًا بأنّ هناكَ مكانًا يُنادِيك، حتى قبل أن تزوره؟
ذلك هو حالُ قلبِك مع المسجدِ الأقصى، فكلُّ نبضةٍ تنبضُ فيه، كأنها تشتاقُ لأرضٍ باركَ اللهُ حولها.
في هذا المقال، ستتعرّفُ عن قُربٍ على قدسيةِ هذا المعلمِ الإسلاميِّ، وعلى سببِ ارتباطِك بهِ روحيًّا وتاريخيًّا
ما هو المسجدُ الأقصى؟ | تعريفٌ وموقعٌ جغرافيّ
المسجدُ الأقصى هو أوّلُى القبلتَين وثالثُ الحرمينِ الشريفينِ في الإسلام.
يقعُ في الزّاويةِ الجنوبيّةِ الشرقيّةِ من القُدسِ القديمةِ، داخلَ سورٍ عظيمٍ يحتضنُ ما يُقاربُ 144 ألف مترٍ مربّع.
ولعلكَ تُميّز بين المسجدِ الأقصى نفسِه وقبّةِ الصخرةِ، التي تتوسّطُ ساحتَه ببنائها الذّهبيّ الشّهير.
أهمّيّةُ المسجدِ الأقصى في العقيدةِ الإسلاميّة
لقد ذكَرَ اللهُ تعالى المسجدَ الأقصى في أوّلِ آيةٍ من سورةِ الإسراءِ، مشيرًا إلى رحلةِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم من المسجدِ الحرامِ إليه.
كانَ قبلةَ المسلمينَ الأولى، فتوجّهت إليه القلوبُ قبلَ أن تتوجّهَ نحو الكعبةِ المشرّفة.
وما زالَ النبيُّ يُذكّرُنا في أحاديثِه الشّريفةِ بفضلِ الصلاةِ فيه، وارتباطِه بالرّوحِ والجسدِ.
تاريخُ المسجدِ الأقصى عبرَ العصور
بدأَ بناءُ المسجدِ الأقصى بعدَ بناءِ الكعبةِ بأربعينَ عامًا، على رواياتٍ معتبرة.
مرَّ عبرَ التاريخِ الإسلاميّ بعدّةِ مراحل، من العصرِ الأمويِّ، حيثُ بُنِيت قبّةُ الصخرةِ، إلى العباسيّ والفاطميّ.
ثم جاءَ الاحتلالُ الصليبيُّ، فحوّلهُ إلى كنيسةٍ، حتى حرّرهُ صلاحُ الدّينِ الأيوبيُّ وأعادَ له قدسيّتَه.
معالِمُ المسجدِ الأقصى المعماريّة والتاريخيّة
عندما تزورُ المسجدَ الأقصى، فإنّك لا تُشاهدُ مَعْلمًا واحدًا بل مجمّعًا معماريًّا مهيبًا.
قبّةُ الصخرةِ بذهبيّتها المتلألئة، والمُصَلّى القِبْليُّ في الجنوبِ، والمُصلّى المروانيُّ تحت الأرض.
تُحيطُ به الأبوابُ، والساحاتُ المفتوحةُ، والأشجارُ المعمّرةُ التي شهدت تاريخًا لا يُحصى.
المسجدُ الأقصى والصّراعُ الفلسطينيّ الإسرائيليّ
منذُ احتلالِ القُدسِ عامَ 1967، تعرّضَ المسجدُ الأقصى للعديدِ من الانتهاكاتِ والاقتحاماتِ.
تحاولُ سلطاتُ الاحتلالِ فرضَ التقسيمِ الزمانيِّ والمكانيِّ، وتقييدَ دخولِ المسلمينَ إليه.
لكنّ أهلَ القدسِ والمرابطينَ والمرابطاتِ وقفوا سدًّا منيعًا أمامَ محاولاتِ التهويدِ والتدنيسِ.
المسجدُ الأقصى في وجدانِكَ كمُسلم
أنت لا تحتاجُ إلى أن تكونَ مقدسيًّا كي تُحبَّ الأقصى، فحُبُّهُ يسكنُ القلوبَ من جاكرتا إلى طنجة.